قصة فتاة لم تدرك من الحياة إلا خيال، لأنها فقدت البصر قبل بلوغها سن التميز.
لا تتذكر ملامح من حولها من البشر ، ولا من الكائنات، سواء خيال..
صور باهته مستقرة في عمق الذاكرة. حولتها صاعقة رعدية سقطتْ بجوار منزلها ،
أحالتْ حالتها كوريقة ضائعة في الظلام !! فقدت بصرها بالكامل.
شخصيات القصة
أمل: بطلة القصة
نجاة : صاحبة أمل
حسام: فارس الأحلام
أمل .. كانت على موعد مع المجهول, كل ما بقي بخيالها من الدنيا " ملامح بشر مخلوقات "
الصورة غير واضحة في خيالها ، كأنها أحلام في المنام , تحاول التشبث بها عـلـَّها تهديها إلى من حولها..
تتمتع هذه الفتاة بجمال غير عادي منحها الله إحساس مرهف بصيرة أقوى من البصر
عجز الطب الحديث عن علاجها رغم محاولات الأهل..في انتظار المعجزة من مُبدع الأرض والسماء هكذا هي حياتها .. مُعاناة .. مُناجاة..
ربي حكمتك.. فقد فقدتُ البصر!!
رحمتك اِلـهَي.. في عودة النظر!!
تخفيفاً عن المعاناة رزقها الله بصديقة مخلصة " نجاة" زميلة دراسة وحياة
درست " أمل " حتى المرحلة الثانوية العامة تخصص" آداب" وقررت الالتحاق بالجامعة .. وسيلة تلقى الدروس " طريقة بريل "
إذا سُـلبتْ نعمة من البشر عوضها الله بقوة عظيمة في باقي الجوارح كل من شاهدها أصابه الجنون من جمالها الملائكي، لكن عندما يدركون أنها " كفيفة" يبكون .. كيف تـُحرم هذه الملاك من نعمة النظر، لكن لله حكمته البالغة ومن صبر ظفر.
أحداث القصة تجري في قرية " الزهور" قرية تقع على رابية خضراء تسحر الألباب في الوادي يجري نهر رقراق يهيم به العشاق ، كل مساء تجلس "أمل " و"نجاة "أسفل سفح الجبل الأخضر تتناجيان تتحدثان عن همومهما وآمالهما الغامضة.
كانت مهمة " نجاة" نقل صورة من مـُجريات الحياة إلى مُخيِّـلة " أمل" لتعزز صور رسمتها فـِطرة الصِبا كانت" أمل" تتحسس كل شئ من حولها تحس بشكل العين والأذن لكنها لا تدرك الإشكال والألوان والهيئات , تموت وتحي كل لحظة من عمرها لتتصور نوعية البشر وأشكال الكائنات من حولها..خاصة مواطن الجمال. فهي جميلة حد الخيال .
كيف يبدون البشر ؟ مما تكونتْ أجسامهم؟
كيف تبدو أشكال الشجر، الجبال، الرمال، البحار ،الشمس، والقمر.
كيف هي هيئات النجوم والكواكب كيف أشكال أجْرام السماء؟
كيف هي أشكال وأحجام العصافير وألوانها هل تتناسب مع نغمات أصواتها.
كيف هي أشكال وصور التلفاز والقنوات الفضائية وباقي المخترعات الحديثة.
كيف هي الجوالات ووسائل المواصلات.
كيف هو شكل الزورق .. وكيف هو جمال الأفق
كيف هي يكون تأثيرها.. نسمات المساء وروعة الفجر ولحظة الشروق والغروب ؟
تساؤلات.. متاهات في غابات من الظلام الدامس .
عندما تكون " أمل " وحيدة تحاول تسترجع الصور الباهتة من خيالها لتلبسها إحساسها بما حولها عن الدنيا من حولها لتربط الخيال بالحقيقة وهنا تكمن " المعاناة " الم وحسرة .. تحس بكل شئ لكن لا تستطيع تصوره وتخيله .. وهنا يكون الألم في اشد صوره.
وبدأت قصتها ..ترتفع الستائر عن قلب حائر!!
في يوم من الأيام كانت على موعد مع القدر .. شعور غريب انتابها.. هل موعدها مع " نجاة "الصديقة؟ أم مع الأمل المنتظر؟ فارس أحلامها؟ تأخرت " نجاة " عن ساعة اللقاء .
" حُسام " شاب في مـُنتهى الجمال ..رجولة، وسيم ، أخلاق فاضلة ، رومانسية حالمة
وكأنه استنساخ بما تحلم به " أمل " وكل فتاة ..
مر " حسام " من أمامها لم تشعر إلا وأنظارها العمياء تتابع خطواته ويرتجف قلبها
وتزداد نبضات قلبها كأنها قد أوشكتْ على فراق صدرها فتضع يدها على صدرها مخافة أن تفقد قلبها كما فقد بصرها من غير إرادتها
كلما اقترب منها .. أحست بشئ غريب يملك كيانها ويأسر إحساسها ، وشده اليها شعور غريب كنفحات طـِيبْ.
وكان اللقاء الأول
^
^
^
^
^
هاكمل لكم فى الجزء الثاني
تحياتي