ذهب حسام إلى غايته وقد ترك قلبه بجوارها .. جلستْ والفرحة تملا قلبها..
أحست بأن شياً ما قد غزا أحشائها، شيء جميل بدأ يشارك قلبها النبض
أتت " نجاة" وقد فوجئت بان أمل غير .. كل ليلة يتواصل الحوار والمناجاة
لا حضت " نجاة " باستغراب هذا التغيير كنسمة عبير كانت "نجاة" تحدثها
وهي ليست هنا .. أنها هناك ... تراقب ببصيرتها المبصرة.
ابتعاده واختفائه خلف الأشجار وبين المروج الخضراء عادت
" أمل " مكتئبة يكسو محياها
أثار حزنها المعهود وزاد من جمالها ملامح حزنها
استمر الحال يوم بعد يوم ، كلما مر بها من بعيد كأنه يوم عيد وإذا غاب غابت معه سعادتها
وداع مؤقت !!
حسام : جلس ذات مساء بالقرب منها حائراً يفكر
أن يخبرها بالوداع المؤقت فقد تعود عليها وتعودت عليه كلاهما وجدا السعادة باللقاء
أمل : حسام كأنك تخفي شياً عني؟
حسام : هل ملامحي توحي لك بذلك ؟
أمل : أنت راحل
حسام : كيف عرفتي؟
أمل : لا تسألني هو ذك اليس كذالك؟
حسام : فراق لأيام فقط؟
أمل : كأنها دهر "
حسام : اذكريني بخير وقت خلوتك ساعة رحيل الشفق الأحمر لحظة غروب
أمل : اذكرني كلما اشتقت للرابية للمروج الخضر لسفح الجبل لبيوت القرية
حسام : سأذكرك .. وأذكرك .. ثم أذكرك .. عند رويتي لثوابت الدهر
شمس، قمر، بحر، نجوم ، شجر .. سأذكرك طول العمر
أمل : لن اقوي على لحظة الفراق
حسان : أغمضي عينيكِ عند الفراق
أمل : مرة أخرى تشعر بالجراح " همست بينها وبين نفسها"
انه يكررها يعيدها ..الم يعرف أنني عمياء؟
رحل من هنا بصمت .. وحل السكون في عيون الأمل لتتعذب الرموش والمُقل
يزداد عذابها وهي فاقدة التعبير كونها لا تبصر لا تفرق بين الفجر والعصر
سافر " حسام " إلى المدينة لإكمال دراسته فأصبحت تفكر فيه كل أوقاتها ليلها ونهارها
وهو قد عشقها وهام بها ، مرت الأيام كأنها دهر من الزمن عليهما .
لم يعد يمر بها ولم تعرف عن شيئاً عن أخباره. و لا يدري هو عن احوالها..
عاد إلى القرية في إجازة من الجامعة وهكذا استمر الحال يوم اللقاء المرتقب
مرت الأيام بسلام تخرجت " أمل " من الجامعة وهو أيضا أكمل تعليمة ..
في منتصف ليلة من الليالي ، حضرت " نجاة" لتسهر مع أمل ليلة خميس...
وقد باحت أمل بسر فرحتها لرؤيته، واختفاء البسمة لغيابه ،
ولم تدرك إن مشاعرها قد ارتبطت بصورة حبيبها كما انه يشاركها تلك المشاعر
تنبهت " نجاة " للموقف وبذكاء ربطت بين فرح " أمل " وبين مرور حسام من أمامها
وهى لا تعرفه فقط مجرد الهام رباني ثم وصفت " نجاة " لأمل " الموقف فعرفت "أمل "
أنها قد وقعت في شباك الحب الغريب للغريب ..
قرر " حسام الارتباط بها " لكنها رفضت رغم أنها أجمل أمانيها وأملها في الحياة حبه
والعيش معه كزوج لكنها ضحت بحبها من اجل حبيبها كونها كفيفة وهو مـُبصر
اعتذرت من " نجاة " عن الجلوس على الربوة وذهبت بمفردها إلى الرابية القريبة
من منزها الريفي حانت لحظة الغروب وشعرت بمشاعر غريبة أحست بسريان
وجريان دمها وكأنها ترحب بالحبيب .
دنا منها " حسام " وزادت نبضات قلبها وهو أيضا شعر بمشاعر غريبة
دنا منها وأمسك بيدها فارتعشت مثل جناج فراشة وسالت الدموع من عيونها الجميلة
الكحيلة لاحظها " حسام " وقد تجمد دمه وقربت الدموع تطيح من عيونه حبا وشوقا وهياما
حسام " أمل" يا عمري أحبك ومناي أن تكوني لي زوجة
أمل : حسام أرجوك ابتعد عني .. أنا لست الزوجة المناسبة لك
حسام : لماذا القسوة حبيبة عمري وحياتي
أمل : أنا لستُ لك حسام أنا لغيرك وأنت لغيري قضاء مقدر
بدأت الدموع في عيونها وهي تحاول أن تداريها بتحويل وجهها في كل
الاتجاهات خائفة تفضحها مشاعرها وتنهار
حسام : لما ذا هذه الدموع على الخد
أمل : في حركة أنثوية بخفة ورشاقة وحنان
هذه الدموع ليستْ لك وليستْ منك
أنها تبكي حزناً على حالتي أنني .. انني .. انني
حسام : انكِ ماذا ؟ بربك قولي .. ماذا بك "يا أمل عمري"
امل : أنا ...أنا .. أنا .." عاجزة " كفيفة .. عمياء ... أتفهم؟ آلا تحس ؟آلا تشعر؟
" أرادت أن تستفزه ليبعد عنها ويكرهها "
حسام : "أمل" هذا لن يغير من الأمر شيئاً ..
أحبك كما أنتِ رغم كل شيء
أمل : ارحميني أرجوك ما عدت احتمل ..
قالتها ..بعصبية رفعت كفيها لتمسح دموعها
فتوردت خدودها ليزداد سحرها وجمالها
حسام : " أمل " ارجوك أنا .. أنا احبك ..
مهما كنتِ.. الحب لا يعترف بما تصاب به جوارحنا روحنا هي الأهم كل مشكلة لها حل ..
الحب ينبع من أعماقنا ..احبك " أمل " كما أنتِ بكل عيوبك. ساد الصمت بينهما لثواني !!
أمل : لماذا الصمت .. ما بك أتسخر منى؟
حسام : أهـ.. ثم أهـ .. لو ترين جمالك في مرآتك ..
كل شئ فيك ملائكي حتى فى غضبك " من غير قصد" أنساه جمالها أنها عمياء !!
أمل : والخجل يعلو محياها -- وتجرحني مرة أخرى ؟
نعم أنا كفيفة عمياء .. لا أريد المدح الزائف ، انك تشفق علي
وبين الشفقة والحب بعداً يقارب بُعد الأرض عن السماء
" مصرة على أن تجرحه حتى يكرهها "
زادت الدموع وخافت أن تنهار وتعترف بحبه وإنها لن تقدر على فراقه من غير
لا تشعر أخذت طرف من ردائه ووضعت رأسها قرب صدره تمسح دموعها
فسمعت بنبضات قلبه تناديها تهتف تعصف أحبك.. أحبك ..أحبك يا أملي في حياتي
أمل : اذهب ابحث لك عن حبيبة تراك ..
تتمتع بجمالك يبدو انك وسيم ..عندك صديقتي " نجاة " فتاة رائعة الجمال
حسام : وجدت الأمل ولن أفرط بها افديها بروحي
عيوني هدية لها كل جوارحي ملك لها لوحدها من دون البشر "أمل" ولا احد سواها ..
أمل : لا تمثل الشجاعة غدًا يختفي كل الحب تذوب المشاعر ولا تبقى إلا الحقيقة
حسام : أنتي الحقيقة الوحيدة في حياتي
أمل : حسام ...... وصمتت...
حسام : قوليها انطقيها فقد نطقها قلبك
أمل : صمتت ودموعها تنهمر وقلبها يكاد يتفطر
كانت تتمنى أن تحضنه ويحضنها تضمه ويضمها
حسام : سوف اقسم اليمن لن أتزوج الا ..... !!
وهنا وضعت أناملها على شفتيه خوفا من القسم
أمل : اذهب ألان أرجوك ارحمني حسام ...
حسام : يتراجع إلى الخلف خوفا من أن يفقد نظرة فيها ..
الي القاء للجزء الرابع...